متع نفسك بأروع النبُذ الجزء الاول عبد الرحمن بن عوف

اخي الكريم... اختي الغاليه ...
قد لاتملكون الوقت الان لقرائتها لكن يمكنكم حفظها وقرائتها فيما بعد فلا تضيعوا على أنفسكم المتعه والفائده ..وانا احببت ان اتطرق لصحابة رسول الله رضوان الله عليهم لان حبهم من حب رسول الله وكذلك وجدت ان كثير من الاخوة والاخوات بارك الله فيهم ابدعوا في الكتابه عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
(( بارك الله لك فيما اعطيت ، وبارك الله لك فيما امسكت)) من دعاء الرسول له ..
هو احد الثمانيه السابقين الى الاسلام ....
وأحد العشره المبشرين بالجنه .....
وأحد السته اصحاب الشورى يوم اختيار خليفة المسلمين بعد الفاروق....
واحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينه ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي قائم بين ظهراني المسلمين ....
كان اسمه في الجاهليه عبد عمرو ، فلما اسلم دعاه الرسول الكريم عبدالرحمن.
ذلكم هو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وارضاه.
* * * *
أسلم عبد الرحمن بن عوف قبل ان يدخل الرسول الكريم دار الارقم وذلك بعد إسلام الصديق بيومين اثنين.
ولقي من العذاب في سبيل الله مالقيه المسلمون الاوائل فصبر وصبروا ، وثبت وثبتوا ،وصدق وصدقوا ،وفر بدينه الى الحبشه كما فر كثير منهم بدينه .
ولما أُذن للرسول وأصحابه بالهجره إلى المدينه كان في طليعة المهاجرين الذين هاجروا لله ورسوله .
ولما أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يؤاخي بين المهاجرين والأنصار آخى بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنهما ، فقال سعد لاخيه عبدالرحمن : أي أُخيَ! أنا اكثر أهل المدينة مالا ، وعندي بستانان ، ولي امرأتان ،فانظر أي بستان أحب إليك حتى أخرج لك عنه ، واَيٌ امراتي أرضى عندك حتى اطلقها لك .
فقال عبد الرحمن لاخيه الأنصاري :بارك الله لك في اهلك ومالك ....ولكن دلني على السوق ...فدله عليه فجعل يتجر ، وطفق يشتري ويبيع ، ويربح ويدَخر.
وماهو الا قليل حتى اجتمع لديه مهر إمرأة فتزوج ، وجاء الى الرسولصلى الله عليه وسلم وعليه طيب ...
فقال له الرسول صلوات الله عليه: مهيم * ياعبد الرحمن ؟
فقال: تزوجت ...فقال : وما اعطيت زوجتك من المهر؟!
قال: وزن نواة من الذهب .. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاه ، بارك الله لك في مالك ...
قال عبد الرحمن :فأقبلت الدنيا علي حتى رأيتني لو رفعت حجرا لتوقعت ان أجد تحته ذهبا او فضه ...
* * * *
وفي يوم بدر جاهد عبد الرحمن بن عوف في الله حق جهاده فأردى عدو الله عمير بن عثمان بن كعب التيمي .
وفي يوم أحد ثبت حين زلزلت الأقدام ، وصمد حين فر المنهزمون ، وخرج من المعركه وفيه بضعة وعشرون جرحا ، بعضها عميق تدخل فيه يد الرجل .
ولكن جهاد عبد الرحمن بن عوف بنفسه يعد قليلا إذا قيس بجهاده بماله.
فهاهو ذا رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يريد أن يجهز سريه ، فوقف في اصحابه وقال :
" تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا "
فبادر عبد الرحمن بن عوف إلى منزله وعاد مسرعا وقال : يارسول الله عندي اربعة آلاف .
ألفان منهما أقرضتهما ربي ، وألفان تركتهما لعيالي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بارك الله لك فيما اعطيت ،وبارك لك فيما امسكت .

ولما عزم الرسول عليه الصلاة والسلام على غزوة تبوك – وهي اخر غزوة غزاها في حياته- كانت الحاجه إلى المال لاتقل عن الحاجه إلى الرجال ، فجيش الروم وافر العدد كثير العتاد ، والعام في المدينه عام جدب ، والسفر طويل ، والمؤونه قليله ، والرواحل اقل حتى إن نفرا من المؤمنين جاؤوا إلى الرسول يسألونه في حرقةٍ أن يأخذهم معه فردهم لأنه لايجد مايحملهم عليه ، فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ماينفقون .
فَسُموا بالبكائين ، وأُطلق على الجيش اسم جيش العسرة ، عند ذلك أمر الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه بالنفقه في سبيل الله وإحتساب ذلك عند الله ، فهب المسلمون يستجيبون لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان في طليعة المتصدقين عبد الرحمن بن عوف ، فقد تصدق بمائتي أوقيه من الذهب ، فقال عمر بن الخطاب للنبي عليه السلام :إني لا أرى عبدالرحمن إلا مرتكبا إثما ، فما ترك لاهله شيئا .
فقال الرسول عليه السلام : هل تركت لأهلك شيئا ياعبد الرحمن ؟
فقال : نعم ... تركت لهم أكثر مما انفقت وأطيب .
قال : كم .
قال : ماوعد الله ورسوله من الرزق والخير والاجر.
ومضى الجيش إلى تبوك ... وهناك أكرم الله عبد الرحمن بن عوف بما لم يكرم به احدا من المسلمين ، فقد دخل وقت الصلاة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم غائب فأم المسلمين عبد الرحمن بن عوف ،
وماكادت تتم الركعه الاولى حتى لحق رسول الله فهل هناك أكرم كرامة وأفضل فضلا من أن يغدو أحد إماما لسيد الخلق وإمام الأنبياء محمد محمد بن عبدالله ؟!!
ولما لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الاعلى جعل عبد الرحمن يقوم بمصالح أمهات المؤمنين ، فكان ينهض بحاجاتهن فيخرج معهن اذا خرجن ، ويحج معهن اذا حججن ويجعل على هوادجهن الطيالسه* ، وينزل بهن في الأماكن التي تسرهن ، وتلك منقبه من مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ، وثقة من أمهات المؤمنين به يحق له ان يعتز بها ويفخر.
ولقد بلغ من بر عبد الرحمن بن عوف بالمسلمين وأمهات المؤمنين أنه باع أرضا بأربعين الف دينار فقسمها كلها في بني زهرة وفقراء المسلمين والمهاجرين ، وأزواج النبي عليه الصلاة والسلام فلما بعث إلى أم المؤمنين عائشه رضوان الله عليها بما خصها من ذلك المال ، قالت : من بعث هذا المال ؟ فقيل : عبد الرحمن بن عوف ، فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لايحنو عليكن من بعدي الا الصابرون "
بقيت دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لعبد الرحمن بن عوف بأن يبارك الله له تظلله ما امتدت به الحياة ، حتى غدا أغنى الصحابه غنى وأكثرهم ثراء ، فقد أخذت تجارته تنمو وتزداد ، وطفقت عيره تتردد ذاهبه من المدينه أو آيبه إليها تحمل لاهلها البر ، والدقيق ، والدهن ، والثياب والآنيه ، والطيب ، وكل مايحتاجون إليه .
* * * *
وفي ذات يوم قدمت عير عبدالرحمن بن عوف على المدينه ، وكانت مؤلفه من سبعمائة راحله ...
نعم سبعمائة راحله ... وهي تحمل على ظهورها الميره ، والمتاع ، وكل مايحتاج إليه الناس .
فما ان دخلت المدينه حتى رجت الأرض بها رجا وسمع لها دوي وضجه ، فقالت عائشه رضوان الله عليها :
ماهذه الرجه ؟ فقيل لها: عير لعبد الرحمن بن عوف ... سبعمائة ناقة تحمل البر والدقيق والطعام .
فقالت عائشه رضوان الله عليها :
بارك الله له فيما أعطاه في الدنيا ، ولثواب الآخره أعظم .
ولقد كان عبد الرحمن بن عوف رضوان الله عليه برا جوادا .
فكان ينفق المال بكلتا يديه يمينا وشمالا وسرا وإعلانا .
فلقد تصدق ذات مره بأربعين ألف درهم من الفضه.
ثم اتبعها بأربعين ألف دينار من الذهب .
كما تصدق بمائتي اوقيه من الذهب ايضا .
ولقد حمل مجاهدين في سبيل الله على خمسمائة فرس.
ثم حمل مجاهدين آخرين على الف وخمسمائة راحله.
* * * *
ولما حضرت عبد الرحمن بن عوف الوفاة أعتق خلقا كثيرا من مماليكه
وأوصى لكل رجل بقي من اهل بدر بأربعمائة دينار ذهبا ،فأخذوها جميعا ، وكان عددهم مائه.
وأوصى لكل واحدة من أمهات المؤمنين بمال جزيل ، حتى إن أم المؤمنين عائشه - رضوان الله عليها – كثيرا ماكانت تدعو له فتقول : سقاه الله من ماء السلسبيل .
ثم إنه بعد ذلك كله خلف لورثته مالا لايكاد يحصيه العد.... حيث ترك ألف بعير ، ومائة فرس ، وثلاثة آلاف شاه ، وكانت نساؤه أربعا فبلغ ربع الثمن الذي خص كل واحدة منهم ثمانين ألفا .
وترك من الذهب والفضه ماقسم بين ورثته
بالفؤوس حتى تأثرت أيدي الرجال من تقطيعه.
كل ذلك بفضل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يبارك له في ماله .
وقد اُتي ذات يوم بطعام – وهو صائم – فنظر إليه ثم قال :
لقد قتل مصعب بن عمير _ وهو خير مني – فما وجدنا له إلا كفنا إن غطى رأسه بدت رجلاه ، وإن غطى رجليه بدا رأسه .
ثم بسط الله لنا من الدنيا مابسط .....
وإني لأخشى أن يكون ثوابنا قد عجل لنا ...
ثم جعل يبكي وينشج حتى عاف الطعام .
طوبى لعبد الرحمن بن عوف وألف غبطه ...
فقد بشره بالجنة الصادق المصدوق محمد بن عبد الله ..
وحمل جنازته خال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن ابي وقاص .
وصلى عليه ذو النورين عثمان بن عفان .
وشيعه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنهما وهو يقول :
لقد أدركت صفوها ، وسبقت زيفها يرحمك الله .
--------------------------------------------------------------------------------
* مهيم : كلمة استفهام بمعني ماحالك وماشأنك
*الطيالسه : أكيسه خضر يستعملها الخواص
لله درك ياعبد الرحمن اين تجارنا اليوم منك يتسابقون الى الاكتتابات مع البشر مع عدم ضمان الربح وماعلموا انهم لو اكتتبوا اموالهم مع الله لكان خيرا لهم واضمن ربحا
هدانا الله واياهم ...

مشكور اخي هلال جزاك الله عنا كل خير

شكرا ياهلال على موضوعك